السبت، 8 أبريل 2017

التصنيف:

العودة للطفولة


كان كل ليلة يمد يده إليها ينزع قلبها، ويغسله من أدرانه ويطيبه ثم يتلو عليه من آيات الحب والعطف ماشاء له أن يتلو كان يسرق روحها ويذهبان معاً إلى حيث لا مكان ولا زمان بعيداً عن ضجيج الحياة وسخافات البشر إلى عالمهم الخاص الًّذي صنعاه سوياً على مر الليالي يستلقيان وينظران إلى السماء يعبثان بالنجوم يعزفان معاً على أوتار الليل أجمل السمفونيات في تناغم تام يذهبان بعيداً في عالمهم مع خيالاتهم الطفولية وتلك المشاعر البريئة التي تسيطر عليهم .

إنها البشرية الكاملة في أبهى صورها تتجسد فى حجم طفلين لم تتلوث روحهما بعد بمتاعب الحياة ولا الخوف من المجهول الًّذي ينتظرهم لا يهمهما سوى باللعب ومشاهدة افلام الكارتون على التلفاز أو الجلوس ليلا تحت السماء ومتابعة النجوم .
بداخل كل منا هذا الطفل وقصة الحب الطفولية تلك ما تزال موجودة قابعة هناك في مكان ما تنتظر المُحفز هذا المُحفز قد يكون اغنية كنت تحبها فى الصغر او مرورك بأحد الشوارع التى كنت تعود منها وتذهب إلى المدرسة او مرورك بالمدرسة نفسها ما ان يوجد هذا المُحفز حتى ينفتح الباب لهذه الذكريات التي ظلت محبوسة طويلاً تنهال عليك من كل جانب تحمل معها نشوه فرح بهذه الذكريات يتبعها مباشرة عندما تدرك مكانك وزمانك الحالي حزن ورثاء لهذه الأيام لأنها أصبحت ذكريات ولن تستطيع إستعادتها مره اخرى وهذا الحب قد يبقى لكنه فى الغالب يذهب مع كل شيء والحبيبة لن يعد لها وجود ولكنها تظل رمزاً حي لهذه الطفولة فهي أول من فض بكارة القلب  وهي المُحفز الرئيسي لكل هذه الذكريات.


كل منا يُحدث نفسه بهذه الأيام ... حتماً انها لن تعود كاملة ابداً مهما حاولت التظاهر بالطفولة فسمات الطفولة تتناسب عكسياً مع عمر الإنسان لكن لا مانع من محاولة إستعادتها فلتعتزل كل ما يربطك بشخصك الحالي وتخلص من كل ما أفسد طفولتك شاهد ما كنت تشاهد فى صغرك من البرامج إبحث عن أصدقاء الطفولة أسمع أغانى برامج الكارتون التي كنت تتابعها غنٍ أرقص تحت الامطار أصرخ بصوت عالٍ ... اختلس من الايام بعض اللحظات الجميلة فلقد سلبت منك الكثير.






0 التعليقات:

إرسال تعليق